قصص طلابية 01: طالب يريد الحصول على درجة B+

قصص طلابية من أستاذ ياسر الحيز

القصة:

في فصل من الفصول، صرت أدرّس طلاب قد أعادوا مستوى اللغة الانجليزية A1 لعدم اجتيازهم إيّاه. وإنَّه لتحدٍ كبير أن تدرّس طلاب لم ينجحوا في مستوى معيّن لأنَّ الملل سيكون موجودًا بسبب تكرار المنهج وقد يكون بعضهم فقدَ الأمل في النجاح.

في أول محاضرة مع هؤلاء الطلاب، حاولت معرفة أسباب عدم اجتيازهم واتضحَّ أنَّ أحد الأسباب هو عدم اهتمام وتهاون بعض الأساتذة الذين درّسوهم. كان هناك طالب في هذه المجموعة يشارك كثيرًا ونشيط ومفعم بالحياة. بعد فترة، لاحظت عليه حالة من الفتور والتشتت والسرحان والنوم المستمر داخل الفصل.

ذات يوم وبعد مغادرة الطلاب بعد نهاية المحاضرة، طلبت منه أن يظل. سألته: ما بك؟ هل تمر بأيام سيّئة؟ ما إن سألته حتى انهال بالفضفضة لي كأنَّه كان ينتظر من يشعر به. تحدث عن صرامة أبيه غير المبررة معه وأنَّه يريده أن يحصل على درجة B+ وإلّا سيعاقبه عقابًا شديدًا. بدأت بعمل مسابقات والكثير من الأنشطة كي يحصل هذا الطالب خصوصًا وباقي طلاب الشعبة عمومًا على درجات.

بعد رصد جميع الدرجات، حصل الطالب على درجة B وقبل تأكيد الدرجات، بحثت هنا وهناك كي أزيده درجات، فوصلَ إلى الدرجة المنشودة وهي B+. مع بداية الفصل الجديد، رآني وقبّل رأسي، وقال فرحًا: هذه أوّل مرَّة يُقيم فيها أبي لي حفلًا وهذا بفضل الله ثمَّ مساعدتك لي يا أستاذ ياسر.

العبرة:

يمرُّ الإنسان بالكثير في حياته ونحن لا نرى سوى الظاهر. تراه يُغلف المرارة التي يَمرُّ بها بابتسامة زائفة يحاول من خلالها أن يعيش.

التمس العذر لمن تخفت روحه وتنطفئ شمعته في بعض الأيام وحاول أن تبعث فيه الحياة من جديد قدر استطاعتك.

لنكن لطفاء ورحماء على من حولنا؛ ننتشلهم من عثراتهم ونبلغ بهم مَبلغ السعداء. لنمشِ على مزرعة الأرض ونحن نزرع فيها الأشجار الطيبة التي تنتج لنا ثمارًا طيّبة.