الثلاثاء، 8 أبريل 2025

كيف تكون أستاذًا محبوبًا؟

كيف تكون أستاذًا محبوبًا؟

مقدمة: 

مهنة التدريس مهنة شريفة وعظيمة يجب على من يدخلها أن يُعطيها حقَّها وأن يعرف قيمتها ومدى تأثيرها على شريحة واسعة من المجتمع، فبها تقوم الأمم وترتقي، وبها تسمو وتصل إلى مستويات متقدمة. مع أنَّ التدريس سابقًا كان يعتمد على التوبيخ والضرب - وإن كنت أخالف هذه الطريقة مخالفة تامة - إلّا أنَّها كان الطلاب يتعلمون الرياضيات والخط والقراءة تَعلمًا رائعًا. مع مرور الزمن، ساءت المخرجات ولذلك عِدة أسباب منها الأساتذة، فبعضهم لا يأخذ هذه المهنة على محمل الجد ويَعدُّها كأي مهنة أخرى وأنَّه سيستلم راتبه في نهاية الشهر سواءً اجتهد أو لم يجتهد؛ وإذ أنَّ مهنة التدريس تحتاج إلى إبداع وامتلاك مهارات تواصل مثل الذكاء الاجتماعي والعاطفي، فالأستاذ يتعامل مع طلاب يختلفون في شخصياتهم. 

الأستاذ المحبوب: 

ليست هناك طريقة واحدة وثابتة في كيفية جعل الطلاب يحبّون أستاذهم، فلكل أستاذ طريقة وأسلوب يختلفان عن بقيّة الأساتذة. ما قد ينجح مع أستاذ معين قد لا ينجح مع الآخر بسبب نوعية الطلاب وبيئتهم وعوامل أخرى كثيرة. لكن... هناك بعض الأمور المشتركة التي لو فعلها الأستاذ، فسيكون محبوبًا لدى شريحة واسعة من الطلاب. وعن تجربة، أقول إذا لم يحب الطالب أستاذه ويرتاح له نفسيًا، فلن يحب أن يستمع إلى محاضراته ولن يرغب بأن يفهم حتّى لو كان يستطيع. قد تجد أستاذًا شرحه لا يُعلى عليه، لكنَّه سيّئ الخُلق مثلًا مع طلابه، فتجدهم لا يتقبلون وجودهم في محاضراته مع أنَّ شرحه ممتاز. إذا لم تصنع الاحترام بينك وبين طلابك في محاضرتك الأولى، فسيكون تدريسهم صعبًا عليك في المحاضرات القادمة. 

نصائح وأساليب مجربة: 

  1. خصّص المحاضرة الأولى لشرح طريقتك في التدريس والدرجات ومن أنت وما هي قوانين محاضراتك حتى تبني الحدود منذ البداية. عندي قاعدة أقولها لطلابي: أنا لا أعاقب طالبًا لم يعرف أنَّ القانون هذا اتفقنا عليه.
  2. أعطِ مساحة لطلابك للتعبير عن آرائهم إذا فتحت معهم مواضيع مختلفة في الحياة، واحترم رأيهم جميعًا وحتى التي تختلف معها. يبني هذا الاحترام مودَّة بينك وبين الطلاب لم ترها من قبل.
  3. أضف جوًّا من المرح والضحك المعقول في محاضراتك. تُنفر الرسمية الدائمة والصرامة الطلاب منك ولن يُحبَّوا القدوم إلى محاضراتك وسيَعدّون كل دقيقة كي تنتهي الحصة وسترى الملل في وجوههم ولغة أجسادهم. 
  4. تفقّد حال الطلاب إذا رأيت أنَّ بعضهم قد انطفأ بعد شعلة من الحماس، فقد يكون يمرُّ بمشكلات عائلية أو مشكلات أخرى ويحتاج إلى اهتمام من إنسان كي يرتاح، فكن أيَّها الأستاذ ذلك الإنسان.
  5. حاول أن تبني سيناريو مع بعض الطلاب يجعلهم يشعرون بالأهمية والقيمة. أذكر مرَّة، كان لدي طالب دائم السرحان، فقلت له ممازحًا: هل تنتظر الإلهام يأتي لك؟ ومع الأيام، جعلت من كلمة "الإلهام" امرأة اسمها "إلهام"، فإذا رأيته سرحان، قلت له: يبدو أنَّ إلهام قد نادتك وبدأتما بالدردشة، فيضحك ويبتسم ويعود للدرس. مثال آخر، كان لدي طالب يحب البندقيات لأنَّه صياد، فمع الأيام، صرت أقول له: هيا شارك وصِد الإجابة ببندقيتك، فيضحك ويشارك. وهناك الكثير من السيناريوهات التي كوّنتها مع طلابي.
  6. امدح طلابك مديحًا صادقًا، فإن رأيت طالبًا لديه قدرات استماع جيدة، امدحه. وإن رأيت طالبًا دائم الإبداع، امدح إبداعه وهكذا دواليك.
  7. خصّص وقتًا لتعرف هوايات طلابك وأهدافهم وشخصياتهم وطموحاتهم، وهذا يبني بينك وبينهم رابطة وعلاقة قويَّة جدًا.
  8. أقم لهم بعض الفعاليات التي تضفي جوًّا مختلفًا لمحاضراتك. من الفعاليات التي أقوم بها هي آخذ الكرسي وأجلس إلى عند كل طالب وأدردش معه قليلًا. وفعالية أخرى، في أيام العيد، أضع مالًا في ظروف وأعمل مسابقة للطلاب للحصول على هذه الظروف.
  9. النقطة الأخيرة... ليكن التدريس عشقك. سيحفزك هذا العشق أن تُبدع، وهذا الإبداع سيقود إلى أن تكون أستاذًا محبوبًا.

    التدوينة السابقة:

    الطيبة لا تعني عدم الصرامة

0 comments:

إرسال تعليق