قصص طلابية من أستاذ ياسر الحيز |
القصة:
بدأت بتدريس المستوى B1 لشعبة من الطلاب، وكان فيها طالبًا قدراته الذهنية محدودة. كنت أعيد له ما أشرحه أكثر من مرَّة كي يستوعبه.
بعد الحديث معه وبناء علاقة جيّدة معه، صارحني وقال أنَّه رسب في هذا المستوى 4 مرات ووصل إلى مرحلة فقدان الأمل من اجتيازه وستكون هذه محاولته الأخيرة. إذا لم ينجح في المستوى معي هذه المرَّة، فسيخرج من معهد الجبيل التقني. قلت له: لا عليك، سنحاول كلانا أن نجتهد كي نصل بك إلى بر الأمان، أنت عليك الاجتهاد وأنا عليّ الدرجات.
كي أخفف عليه وطأة هذا الضغط، صرت أمزح معه مزحًا يجعله يبتسم. أذكر في تلك الفترة كنت أقرأ كتاب (فن الكلام للكاتب إيهاب فكري)، وأنا عادةً آخذ معي الكتب التي أقرأها إلى الفصل وأقرأ بين الاستراحات. فكنت أظهر له الكتاب حين يقول كلامًا غير موزون، وأقول له: فن الكلام يا طالبي العزيز.
بدأنا رحلة النجاح معًا، خطأ هنا وتصحيح هناك، توجيه هنا وتنفيذ هناك. بعد هذه الرحلة الجميلة، وصل إلى درجة 57 ودرجة النجاح هي 60، فأكملتها له. فرحَ فرحًا شديدًا حين أخبره زملائه الطلاب أنَّي زدته 3 درجات كي يجتاز المستوى.
العبرة:
تختلف قدرات الناس ومهاراتها، فلا تستخف بأي إنسان كائنًا من كان.
إمَّا كُن عونًا له وطوّره بقدر ما تستطيع وإمَّا أن تتركه في شأنه دون تجريح والإساءة إليه بسبب قدراته الضعيفة. كل إنسان يحتاج إلى من يحتويه كي يبرز أفضل ما لديه.
* من استذل مؤمنا واستحقره لقلة ذات يده ولفقره شهره الله يوم القيامة على رؤوس الخلائق.
القصة السابقة:
قصص طلابية 01: طالب يريد الحصول على درجة B+
0 comments:
إرسال تعليق