قصص طلابية من أستاذ ياسر الحيز |
القصة:
بدأت بتدريس شعبة جديدة في الفصل الأول من عام 2022 وكانت هذه بدايتي الفعلية في معهد الجبيل التقني. في بداية الأيام معهم، حاولت معرفة ما يحبه كل طالب وما هي هواياته. في أي شيء، تكون البداية صعبة وضبابية حتى تبدأ تنكشف لك الأمور شيئًا فشيئًا.
من الأمور التي كنت أفعلها مع هذه الشعبة هي إخراج الطلاب على السبورة لحل بعض الأسئلة. صارحني طالب لاحقًا (في الأسبوع الثالث تقريبًا) وقال كرهتك لأنَّي كنت تخرجني على السبورة لأنَّي لا أحب هذا الشيء. ثمَّ قال: لكنَّي تخلصت من خوف الخروج أمام الجمهور وأحببت المشاركة أكثر وأكثر بسبب أسلوبك، فأنت تخرجنا لأجل أن نستفيد وليس كما يفعل بعض الأساتذة الذين يخرجون الطلاب على السبورة ويبدؤون بتوبيخهم حين يصدر منهم خطأ.
صنعت سيناريوهات مع بعض الطلاب كي يحبوا القدوم إلى الفصل. ومن أمثلة ذلك:
1 - كان هناك طالب يجلب معه مروحة صغيرة بسبب حرارة الجو، فكنت أقول له دائمًا: لو تؤجر هذه المروحة على باقي الطلاب بالدقائق، لصرتَ غنيًا وكان يضحك.
2 - كان هناك طالب يحب الخيل، فلما يكون هناك سؤال يمكن إدخال فيه مزحة تخص الخيل، أفعل ذلك فترى الطالب يبتسم تلقائيًا.
3 - حين سألت الطلاب عن هوايتهم، قال طالب أنَّه يحب الصيد بالبندقية (Shotgun). صرت أقول له: هيا اقنص الإجابة الصحيحة ببندقيتك (أفعل ذلك بإيماءة جسدية).
أخيرًا، كنت أبقى في الفصل بعد نهاية المحاضرات وكان يظل معي بعض الطلاب وندردش عن مواضيع في الحياة دردشة طويلة، حتى كانت تصل إلى ساعة.
خلال فترة الاختبارات النهائية، هاتفني مديري وقال لي: هناك طلاب جلبوا لي ورقة فيها تواقيعهم ويريدونك أن تدرسهم المستوى القادم من اللغة الانجليزية، فهل أنت من قلت لهم أن يأتوا لي؟ أجبته: لا، وسكت... ثمَّ قلت لمديري: ومن الحُب ما قتل.
العبرة:
أظهر اهتمامك لمن حولك وما يحبه وحاول أن تصنع معه مودة خاصة، فلكل إنسان ما يحبه ويرنو إليه. لا تطلب الحب والاحترام من الناس، بل اكسبه بفعل ما يحبه من أمامك. أرقى أساليب التواصل هي أن تعامل الطرف الآخر بما يحب هو.
القصة السابقة:
قصص طلابية 02: طالب يريد أن يجتاز مستوى B1 بعد معاناة
0 comments:
إرسال تعليق